في حدث ثقافي بارز احتضنه نادي الصحافة السويسري بمدينة جنيف، قدم الخبير السياسي الفرنسي-السويسري جان ماري هيدت يوم الإثنين 10 نونبر 2024، كتابه الجديد بعنوان “الصحراء المغربية : أرض النور والمستقبل”.
شهد هذا الحدث حضور شخصيات بارزة من المجتمع السويسري، إلى جانب فاعلين جمعويين مغاربة قدموا من مختلف أنحاء أوروبا، ليشاركوا في نقاش غني حول هذا الإصدار.
في مقدمة الكتاب، وصف خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، الرئيس الأسبق للحكومة الإسبانية، هذا العمل بـ”الرائع”، مشيدًا بالمقاربة التاريخية الفريدة التي يعتمدها المؤلف.
يقدم الكتاب للقارئ رؤية شاملة حول الصحراء المغربية، تمتزج فيها الجوانب التاريخية بالتطورات الاقتصادية والاجتماعية المعاصرة. وأكد ثاباتيرو أن المخطط المغربي للحكم الذاتي يظل الحل الأكثر جدية وواقعية للنزاع، مشددًا على أهمية استثمار الفرص الاقتصادية والتنموية التي تزخر بها المنطقة.
يأخذ المؤلف قارئه في رحلة عبر تاريخ الصحراء المغربية، مستعرضًا المراحل الكبرى التي مرت بها هذه المنطقة العريقة. كما يبرز الجهود التنموية الجارية، خصوصًا في إطار الجهوية المتقدمة.
يسلط الكتاب الضوء على المشاريع الضخمة التي حولت الأقاليم الجنوبية إلى مركز اقتصادي متطور، مثل ميناء الداخلة الأطلسي، الذي يُتوقع أن يلعب دورًا محوريًا في تصدير الكهرباء الخضراء وجعل الداخلة قطبًا إفريقيًا رائدًا.
كما يناقش الكتاب تطور البنية التحتية من طرق ومطارات وموانئ، فضلًا عن إمكانيات المنطقة في مجال الطاقات المتجددة، مع التركيز على تطوير الهيدروجين الأخضر كمورد مستقبلي للطاقة.
من خلال تبادلاته مع سكان الصحراء، يؤكد جان ماري هيدت أن الكتاب لم يكن مجرد دراسة أكاديمية، بل ثمرة تجربة ميدانية غنية بالتفاعلات.
يصف المؤلف الصحراء بأنها اليوم “أرض النمو والاندماج الاجتماعي”، حيث تعمل المملكة المغربية، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على مراعاة مصالح السكان المحليين في جميع السياسات التنموية.
رؤى متنوعة وحوارات مثمرة
خلال المناقشة التي أدارتها إيزابيل فالكونيه، رئيسة نادي الصحافة السويسري، ألقى الجمهور الضوء على التغيرات الجذرية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية. وأكدت عائشة الدويهي، رئيسة المرصد الدولي للسلم والديمقراطية وحقوق الإنسان، على أهمية التنوع الثقافي كعامل يوحد سكان الصحراء وباقي جهات المملكة.
واختتم جان ماري هيدت عرضه بالإشارة إلى أن المغرب، خلال السنوات الـ25 الماضية، حقق قفزة تنموية تعادل 50 عامًا من التقدم. ويرى أن نموذج التنمية الذي تطبقه المملكة يشكل مرجعًا للعديد من الدول، مع التأكيد على أهمية التكامل الإقليمي والاجتماعي في تحقيق الرؤية التنموية.
يُعد كتاب “الصحراء المغربية: أرض النور والمستقبل” شهادة حية على التطور الكبير الذي تشهده الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، ودعوة مفتوحة للتعرف على إمكانات هذه المنطقة ودورها المحوري في مستقبل القارة الإفريقية.
Leave feedback about this