يشهد المستشفى الإقليمي بالدريوش، منذ افتتاحه، تحديًا كبيرًا يتمثل في نقص الأطر والكوادر الطبية، على الرغم من توفره على بنية تحتية متكاملة وأجهزة طبية حديثة.
هذه الفجوة في الموارد البشرية تؤثر بشكل كبير على جودة الخدمات الصحية المقدمة للسكان، مما أثار موجة من الاستياء بين أبناء الإقليم.
منذ الصيف الماضي، ازدادت الأصوات المطالبة بتحسين الوضع، حيث انتشرت الشائعات وازدادت الاحتجاجات في وجه المسؤولين، مما أدى في كثير من الأحيان إلى توتر العلاقات بين حراس المستشفى وسكان الإقليم.
وقد تكررت حالات الاستعانة بالقوات الأمنية لتفادي تطورات غير محسوبة، ما يعكس حجم الغضب والإحباط في المجتمع.
تتجلى المسؤولية الكبرى في هذه الأزمة في عجز المجتمع المدني وممثلي الشعب عن توفير الحلول الفعالة.
يتعين على هؤلاء القيام بدورهم في مناشدة الجهات المختصة، وعلى رأسها وزارة الصحة، لتوفير الكوادر الطبية الكافية التي تتماشى مع احتياجات الإقليم.
فبدلاً من تحميل الأطر الطبية ضغوطات إضافية، ينبغي التركيز على تحسين ظروف العمل وضمان توفير الموارد اللازمة لهم.
من المهم أن يتفهم أبناء الإقليم التحديات التي تواجه الكوادر الطبية، إذ أن العمل في المجال الصحي يتطلب جهودًا مضنية وظروفًا صعبة قد تؤدي إلى أخطاء.
لذا، لا يجب أن يُنظر إلى هذه الأخطاء كأخطاء فردية، بل كنتاج لظروف عمل غير مثالية.
في هذا السياق، ندعو إلى تعزيز ثقافة التفاهم والاحترام المتبادل بين الجميع.
ينبغي أن يتحلى المجتمع بالصبر والتفهم، بينما يتوجب على الأطر الطبية تحمل ضغوط العمل والعمل على تحسين أدائهم، مع العلم أن الجهد المشترك سيؤدي في النهاية إلى تحسين الخدمات الصحية في الإقليم.
إن التحديات التي تواجه المستشفى الإقليمي بالدريوش ليست وليدة الصدفة، بل هي نتيجة تراكمات تاريخية وإدارية تحتاج إلى جهد جماعي لإصلاحها.
التعاون بين المجتمع، المسؤولين، والأطر الطبية هو الطريق الأمثل نحو بناء نظام صحي قوي قادر على تلبية احتياجات الساكنة وضمان حقها في الصحة.
Leave feedback about this