بقلم : أحمد لوكيلي
في لحظة عابرة قد تختزل الكثير من المعاني، وبينما كنت في طريقي نحو مقهى Majestic Table لاحتساء قهوة المساء، لفت انتباهي مشهد مؤلم بساحة المقاوم عمرو المطالسي المحاذية للمحكمة بمدينة الدريوش — كرسي مكسور وسط الفضاء العام، كأنه شاهد صامت على غياب ثقافة الحفاظ على الممتلكات المشتركة.
توقفت لالتقاط صورة له، لا من باب التوثيق فقط، بل كنداء رمزي يذكّر بواجبنا جميعًا في صون جمالية مدينتنا، ونشر الوعي بين صفوف الناشئة حول أهمية احترام الفضاءات العامة والحفاظ على نظافة الشوارع والساحات.
فإذا كان هذا الكرسي قد كُسر عمدًا، فإننا أمام مؤشر مقلق يدق ناقوس الخطر بشأن تراجع روح المواطنة والمسؤولية لدى البعض.
إنها دعوة موجهة إلى كل أصحاب القلوب والضمائر الحية في الدريوش، للتجند من أجل ترسيخ قيم السلوك الحضاري، والتربية البيئية،والاحترام المتبادل بين الإنسان ومحيطه.
إنّ الحفاظ على نظافة المدينة والممتلكات العامة ليس مهمة السلطات وحدها، بل واجب جماعي يبدأ من البيت والمدرسة والشارع، ويُترجم في تفاصيل صغيرة تعكس مدى رقي المجتمع وتحضره.
ومن هنا، فإننا نوجّه نداءً صادقًا للنخب المثقفة، وفعاليات المجتمع المدني،والجمعيات،والمؤسسات التعليمية، للانخراط في حملات توعوية وتحسيسية جادة، تعيد لمدينتنا بريقها،وتغرس في الأجيال الناشئة ثقافة المسؤولية والانتماء.
فمدينة الدريوش تستحق منّا جميعًا أن نكون على قدر المسؤولية، وأن نحافظ على جمالها كما نحافظ على بيوتنا،لأن المدينة النظيفة عنوان لمجتمع راقٍ.
