تشهد الأشغال في مشروع المصنع الصيني العملاق لإنتاج شفرات توربينات الرياح بالناظور تقدماً ملحوظاً، ليكون بذلك أحد أبرز المشاريع الاستثمارية التي تُنفَّذ بالمنطقة.
هذا المشروع الضخم، الذي تبلغ قيمته 227 مليار سنتيم، يُتوقع أن يُحدث نقلة نوعية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، من خلال توفير 3,300 فرصة شغل جديدة، ما يُسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتحسين مستويات المعيشة.
رغم الحاجة الكبيرة إلى اليد العاملة، أفادت مصادر مطلعة أن المصنع يواجه نقصاً في الطلبات المقدمة من أبناء إقليمي الناظور والدريوش، مما دفعه للاستعانة بعمال من أقاليم أخرى لتلبية احتياجاته التشغيلية.
يأتي هذا رغم أن المصنع لم يضع شروطاً تعجيزية للتوظيف، حيث يكتفي بمستوى متوسط من المؤهلات، ما يفتح المجال أمام فئة واسعة من الباحثين عن عمل للاستفادة من هذه الفرص الواعدة.
يبقى التساؤل قائماً حول العوامل التي تحول دون تقدم سكان المنطقة لهذه الوظائف، خاصة أن المشروع صُمم في الأساس ليكون محركاً للتنمية المحلية.
هل تعود الأسباب إلى ضعف الوعي بفرص التوظيف، أم إلى تحديات أخرى مثل التأهيل أو الحوافز المقدمة؟
يُعدُّ المصنع الصيني لإنتاج شفرات توربينات الرياح واحداً من أكبر الاستثمارات الأجنبية في المنطقة، ويُنتظر أن يعزز مكانة الناظور كقطب صناعي مهم، خصوصاً في مجال الطاقات المتجددة.
ومع استمرار تقدم الأشغال، يبقى الأمل قائماً في أن تحقق المنطقة استفادة قصوى من هذا المشروع، سواء عبر خلق فرص عمل محلية أو من خلال تحفيز التنمية الاقتصادية الشاملة.
هذا المشروع يُمثل نموذجاً للتعاون الاقتصادي الدولي ودوره في دعم التنمية المحلية، ما يضع المسؤولية على عاتق الجميع لضمان استفادة أبناء المنطقة من هذه الفرصة الاستثنائية وتحقيق رؤية متكاملة للتنمية المستدامة.


