ديسمبر 16, 2025
أخبار عاجلة أهم الأخبار جميع الفئات دولية وطنية

تجمعات باهتة في تندوف تكشف رفض المحتجزين لاستغلالهم السياسي وتطلعهم إلى إنهاء معاناة نصف قرن

بقلم : أحمد لوكيلي

في مشهد يعكس التحول المتزايد في مواقف سكان مخيمات تندوف، كشفت مصادر إعلامية جزائرية ودولية عن تنظيم تجمعات باهتة داخل مخيمات “لحمادة”، جاءت استجابة لدعوات جبهة البوليساريو الانفصالية، تزامنًا مع مناقشات مجلس الأمن الدولي بشأن النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

وأفادت المصادر ذاتها أن السلطات الجزائرية كثّفت خلال الأيام الأخيرة الرحلات الجوية عبر الخطوط الجوية الجزائرية بين عدد من المطارات الجزائرية ومطار مدينة تندوف، خاصة من الجزائر العاصمة ووهران، لنقل مئات الأشخاص، من جزائريين وموالين لجبهة البوليساريو وأجانب، للمشاركة في هذه الاحتجاجات المنظمة.

وتأتي هذه التحركات الممنهجة في وقت يناقش فيه مجلس الأمن مسودة القرار الذي قدمته الولايات المتحدة الأمريكية،والذي يشيد بجدية ومصداقية مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب كإطار وحيد لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

ورغم التعبئة الكبيرة التي قادتها المخابرات الجزائرية ومليشيات الجبهة الانفصالية، من خلال استقدام أفراد من مدن جزائرية وأشخاص أجانب من دول الجوار، إلا أن المشاهد التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت ضعف المشاركة الفعلية لسكان المخيمات، حيث لم تتجاوز أعداد الحاضرين بضع مئات،غالبيتهم من الأطفال والقاصرين.

هذا المشهد، الذي اتسم بالفتور واللامبالاة، يعكس بوضوح رفض سكان المخيمات لسياسة التجييش والاستغلال التي تمارسها قيادة البوليساريو،ويؤكد تطلعهم المتزايد إلى إنهاء معاناتهم الإنسانية القاسية التي استمرت لما يزيد عن خمسين سنة في ظروف مأساوية داخل صحراء “لحمادة” القاحلة.

ويشير مراقبون إلى أن هذه الوقفات الضعيفة تؤكد أن الخطاب الانفصالي فقد جاذبيته حتى بين من يُفترض أنهم قاعدته الشعبية، وأن أغلبية المحتجزين في المخيمات أصبحوا يدركون أن مستقبلهم الحقيقي يكمن في الحل السياسي الواقعي الذي اقترحه المغرب، عبر مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية،كطريق وحيد نحو الكرامة والاستقرار وإنهاء معاناة عقود طويلة من التهميش والحرمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *