شهدت مدينة وجدة، يوم الخميس، انعقاد اللقاء الجهوي التشاوري التحضيري لأشغال المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة، المزمع تنظيمها بمدينة طنجة يومي 20 و21 دجنبر الجاري تحت شعار: “الجهوية المتقدمة بين تحديات اليوم والغد”، برعاية ملكية سامية.
اللقاء، الذي حضره والي جهة الشرق، عامل عمالة وجدة-أنكاد، ورئيس مجلس الجهة، ومدير وكالة تنمية أقاليم الجهة، إلى جانب عدد من عمال الأقاليم ورؤساء الجماعات والغرف المهنية والمصالح اللاممركزة، شكل مناسبة لتقديم توصيات محورية بغرض رفعها إلى المناظرة الوطنية. وتناولت هذه التوصيات قضايا استراتيجية تتعلق بجاذبية المجالات الترابية، دعم الاستثمار، الحكامة المائية، تطوير البنيات التحتية، والنقل الذكي.
أبرزت المداخلات أهمية تعزيز البنيات التحتية الأساسية، بما يشمل تحسين جودة الحياة في الوسطين الحضري والقروي، تشجير المدن، وإنشاء مساحات خضراء. كما تم التشديد على تأهيل الطرق الوطنية والجهوية والإقليمية، وتطوير المناطق الصناعية مع تأمين الوعاء العقاري اللازم للاستثمارات المنتجة بشكل استباقي، ومنح تحفيزات ضريبية لتشجيع الاستثمار في المناطق الحدودية.
في مجال الحكامة المائية، تضمنت التوصيات تأهيل وعصرنة شبكات توزيع الماء الصالح للشرب، وإنشاء صندوق جهوي موحد تحت مسمى “الصندوق الجهوي للماء” لتمويل المشاريع ذات الصلة. كما تم اقتراح تطوير آليات ذكية لرصد التسربات المائية، وتشجيع استخدام الموارد غير التقليدية مثل تحلية مياه البحر، استعمال المياه المعالجة، وتجميع مياه الأمطار.
وفي قطاع النقل، دعا المشاركون إلى اعتماد إستراتيجية جهوية مندمجة للنقل الذكي، تتضمن تطوير منصات رقمية ونظام معلوماتي خاص بالنقل داخل الجهة، وتشجيع أنظمة الدفع الإلكتروني في النقل العمومي، مع تفعيل اختصاصات الجهة لتنظيم خدمات النقل الطرقي غير الحضري.
أكد الخطيب الهبيل، والي جهة الشرق، أن هذه المرحلة تتطلب المرور إلى “السرعة القصوى” لتفعيل اختصاصات الجهة وتجسيد الأهداف المنشودة، مشيراً إلى أن المناظرة الوطنية تشكل فرصة لتقييم حصيلة الإنجازات ومواجهة التحديات الراهنة. واعتبر أن الجهوية المتقدمة ليست مجرد إطار إداري بل مشروع تنموي طموح يعكس مسار اللامركزية والديمقراطية المحلية الذي انتهجته المملكة.
من جهته، شدد محمد بوعرورو، رئيس مجلس جهة الشرق، على أهمية استثمار موقع الجهة الإستراتيجي ومؤهلاتها البشرية والطبيعية، مؤكداً أن المجلس حريص على ضمان التناغم بين المشاريع والبرامج، وتملك أدوات الهندسة الترابية والتدبير الحديث لتحقيق تنمية شاملة.
في ختام اللقاء، شدد المشاركون على أهمية الاستمرار في تطوير جهة الشرق كرافعة تنموية محورية، مع التركيز على خلق انسجام بين المبادرات والمشاريع، ودعم الابتكار الرقمي والاقتصادي لتحقيق أهداف الجهوية المتقدمة، باعتبارها رؤية استراتيجية لمغرب الغد.
هذا اللقاء، الذي شكل خطوة هامة في التحضير للمناظرة الوطنية بطنجة، يعكس التزام جهة الشرق بالانخراط الفاعل في الورش الوطني الكبير للجهوية المتقدمة، كأداة لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة المجالية.
