ديسمبر 16, 2025
جميع الفئات سياسة فِكر و آراء محلية مقالات مميزة نداء وطنية

“رسالة مفتوحة إلى النخب السياسية : كونوا صوت الوطن لا صدى الفتنة.. فالتاريخ لا يرحم من اختار دور براقش التي جنت على أهلها”

بقلم : أحمد لوكيلي

خلق الله الإنسان وكرّمه، وفضّله على كثير من خلقه، وجعل له بوصلة من نور تهديه في دروب الحياة، هي القرآن الكريم، حتى لا يتيه في ظلمات الهوى ولا يلعب بمصيره، وضمن له أرزاقه ليطمئن قلبه فلا يتعب تعبًا روحيا أو نفسيًا، بل يعيش في طمأنينة من يستحضر عظمة الخالق وعدله.

لقد أرسل الله الأنبياء والرسل مبشرين ومنذرين، ليكونوا نبراسًا للبشرية، فإذا ما زاغ الناس عن طريق الحق، أعادوهم إليه بالترغيب تارة وبالترهيب تارة أخرى، وضرب الله الأمثال للناس في كتابه العزيز، ليوقظ القلوب الغافلة، لا انتقاصًا من أحد، ولكن تذكيرًا بآيات الحق والعدل.

قال تعالى في سورة الإسراء :
﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾.

وقال تعالى أيضًا :
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا… وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ﴾.

كما شبّه سبحانه وتعالى الذين حملوا الأمانة ثم ضيّعوها فقال :
﴿مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوۡرَىٰةَ ثُمَّ لَمۡ يَحۡمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلۡحِمَارِ يَحۡمِلُ أَسۡفَارًا… وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾.

وقال تعالى عن الغافلين:
﴿أُوْلَـٰئِكَ كَٱلأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْغَافِلُونَ﴾ [الأعراف: 179].

وفي موضع آخر شبّه الذين كذبوا بآيات الله بالكلب فقال :
﴿فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾.

وهنا، من واجبنا أن نذكّر النخب السياسية، ولا سيما في إقليم الدريوش، بأنهم مؤتمنون على هموم الشعب وتطلعاته، وأن المسؤولية تُطلب إليها ولا تُطلَب،وأن من تولّى شؤون الناس دون تقوى أو محاسبة فليعلم أن عدل الله قائم لا يغيب.

فلا تكونوا، أيها الساسة، مثل الكلبة “براقش” التي جنت على أهلها بصراخها، فكان الهلاك نصيبها ونصيب قومها.

إن التاريخ لا يرحم من باع ضميره، ولا ينسى من خان الأمانة التي أوكله بها الشعب.

كفى تهميشًا وتبذيرًا، وكفى استهتارًا بعقول الناس الذين منحوكم ثقتهم، وكفى استحمارًا لشعب وضع فيكم الأمل لتغيير واقعه المرير.

إنكم بخداعكم للناخبين واستعمالكم الوعود الزائفة قد انحرفتم عن جوهر الديمقراطية التي تعني المشاركة والشفافية لا التحايل والأنانية.

إن استحمار النخب السياسية لشعبها خيانة لعهد الله، وخيانة للوطن، وجريمة في حق أمة ما زالت تؤمن أن فيكم بقية خير.

فاستفيقوا قبل فوات الأوان،وكونوا على قدر الأمانة،قبل أن تُسقطكم عدالة السماء كما أسقطت من قبلكم من طغاة وساسة باعوا ضمائرهم بثمن بخس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *