تعتبر شجرة الزيتون واحدة من أقدم الأشجار المزروعة في تاريخ البشرية، حيث يعود تاريخ زراعتها إلى نحو 6000 سنة قبل الميلاد.
تميزت الحضارات القديمة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط بالاهتمام بهذه الشجرة، وخاصة في مدينة جبل نابو (Jabal Nablus) بفلسطين، التي تُعد موطنًا لأقدم أشجار الزيتون في العالم. يُقال إن بعض الأشجار في هذه المنطقة تعود إلى أكثر من 5000 عام، مما يجعلها جزءًا من التراث التاريخي للمنطقة.
لطالما ارتبطت شجرة الزيتون بمكانة كبيرة في الحضارات القديمة، حيث اعتُبر زيت الزيتون مصدرًا للغذاء والدواء.
فقد استخدمه الأطباء في العصور الماضية لعلاج العديد من الأمراض بفضل خصائصه العلاجية.
وحتى يومنا هذا، يواصل زيت الزيتون تأكيد أهميته الغذائية والطبية، حيث يُستخدم في إعداد العديد من الأطباق والأطعمة حول العالم، ليظل ركنًا أساسيًا من النظام الغذائي الصحي.
من بين أقدم أشجار الزيتون في فلسطين تلك التي تقع في قرية الولجة بين القدس وبيت لحم، والتي يقدر المختصون عمرها بحوالي 5000 سنة.
تتوارثها عائلة فلسطينية عبر الأجيال، مما يعزز من ارتباط الشعب الفلسطيني بتراثه الطبيعي والحضاري. وما يزال العديد من الفلسطينيين يستخدمون طرقًا تقليدية لعصر الزيتون واستخراج زيته الطبيعي، في مظهر يعكس التمسك بالأصالة والهوية.
لم يكن قسم الله عز وجل بشجرة الزيتون عبثًا، فقد ذكرها في القرآن الكريم، مؤكدا على مكانتها المباركة. قال تعالى في سورة التين:
{ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)}،
وفي سورة النور:
﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ﴾.
هذا التشبيه القرآني يُبرز أن زيت الزيتون ليس فقط مادة غذائية بل نور يُضيء حياة الناس بما فيه من فوائد ومنافع.
في العصر الحديث، يشهد زيت الزيتون إقبالًا عالميًا كبيرًا، حيث تجاوز سعره اليوم في بعض الأسواق أسعار البترول.
فقد بلغ سعر برميل البترول حوالي 120 دولارًا، بينما وصل سعر لتر زيت الزيتون إلى 10 دولارات، مما يعكس قيمة هذه الثروة الطبيعية العريقة وأهميتها المتزايدة في الاقتصاد العالمي.
Leave feedback about this