في مشهد يعكس صمود الشعب الفلسطيني وتضحياته، أفرجت قوات الاحتلال الإسرائيلي عن 200 أسير فلسطيني من ذوي الأحكام المؤبدة والعالية ضمن المرحلة الثانية من صفقة التبادل في إطار وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال.
وشهدت مدن الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة استقبالاً حاشداً لهؤلاء الأبطال، بينما تم إبعاد 70 منهم إلى الخارج.
وصلت ثلاث حافلات تقل 114 أسيرًا إلى مدينة رام الله، حيث كان في استقبالهم حشد شعبي كبير رفعوا فيه الأسرى على الأكتاف وسط هتافات مؤيدة للمقاومة وكتائب القسام.
وفي قطاع غزة، استُقبل 16 أسيرًا تم نقلهم إلى مستشفى غزة الأوروبي لإجراء الفحوص الطبية قبل عودتهم إلى منازلهم.
وأوضح مكتب إعلام الأسرى أن الإفراج شمل 121 أسيرًا محكومًا بالسجن المؤبد و79 بأحكام مختلفة، بالإضافة إلى إبعاد 70 آخرين إلى الخارج.
وجاءت هذه المرحلة من الصفقة مقابل إطلاق 4 مجندات إسرائيليات، وجرى تسليمهن للصليب الأحمر في غزة.
حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أكدت في بيان لها أن هذا الإنجاز هو تأكيد على التزام المقاومة بوعدها بتحرير الأسرى، مشيرة إلى أن هذا اليوم يمثل محطة تاريخية جديدة على طريق الحرية والاستقلال.
وأضافت أن هذا التحرير يجسد التفاف الشعب الفلسطيني حول مقاومته وإصراره على تحقيق أهدافه المشروعة بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
ورغم العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، حافظت المقاومة على أسرى الاحتلال، التزامًا بقيمها الأخلاقية وأعرافها الوطنية، في الوقت الذي حاول فيه الاحتلال التخلص منهم بالقصف والاستهداف.
إن صفقة “طوفان الأقصى” ليست فقط انتصارًا للأسرى وأهاليهم، بل هي أيضًا رسالة واضحة بأن إرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته أقوى من كل محاولات الاحتلال لكسرها.
