في تصريحات لافتة تعكس عمق التحديات التي تواجه الجيش الإسرائيلي، أعلن لواء الاحتياط الإسرائيلي إسحاق بريك أن الجيش بعيد عن تحقيق النصر في قطاع غزة، معتبراً أن الحديث عن تدمير الأنفاق ليس سوى “أكاذيب”، وأن مقاتلي حركة “حماس” ما زالوا مستعدين داخل هذه الأنفاق بمؤن تكفي لعامين.
جاءت هذه التصريحات في مقابلة أجراها بريك مع صحيفة “معاريف” العبرية يوم الأربعاء.
يُذكر أن بريك، الذي تولى سابقًا منصب رئيس لجنة الشكاوى في الجيش الإسرائيلي، يعتبر من الأصوات الناقدة بشدة للقيادة العسكرية الحالية، حيث لم يتردد في وصف رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي بأنه “فاشل”، مؤكداً أن الأخير فقد ثقة القيادات العليا وكان من المفترض أن يغادر منصبه.
وأكد بريك أن معظم الأنفاق لا تزال تحت سيطرة حركة “حماس”، على عكس ما تدعيه الرواية الرسمية حول تدمير 50% منها.
وبيّن أن الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في بسط السيطرة على غزة لفترة طويلة، مشيراً إلى أن تقليص حجم الجيش على مدار العقود الأخيرة بات يُعقد هذه المهمة بشكل أكبر.
وفيما يتعلق بالأوضاع الداخلية، أوضح بريك أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بات “أسيرًا” لكل من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، زعيم حزب “القوة اليهودية”، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، قائد حزب “الصهيونية الدينية”.
وأشار إلى أن إسرائيل تواجه اليوم تحديات كبرى في الاقتصاد والمجتمع، فضلاً عن العلاقات المتدهورة مع المجتمع الدولي، وهو ما يزيد من عزلتها الدولية.
وتُظهر تصريحات بريك صورةً قاتمة عن الوضع في إسرائيل، حيث حذّر من أن المشكلة الرئيسة تكمن في تقليص حجم الجيش بشكل ملحوظ خلال العقود الماضية، مما يعني أنه لن يتمكن من الاحتفاظ بالأراضي لفترة طويلة، وهو ما ينعكس على قدرة إسرائيل على التعامل مع التهديدات الأمنية المتزايدة في المنطقة.
هذه الانتقادات من داخل المؤسسة العسكرية تضع ضغوطاً إضافية على القيادة الإسرائيلية وتكشف عن حالة عدم الرضا داخل الجيش بشأن كيفية التعامل مع التحديات الأمنية، مما قد يدفع نحو تغييرات في الاستراتيجية والتوجهات العسكرية الإسرائيلية في المستقبل القريب.