شهد المعرض الجهوي للصناعة التقليدية بالدريوش، اليوم الأحد، إقبالاً واسعاً من الزوار الذين توافدوا من مختلف مناطق إقليم الدريوش والمناطق المجاورة، في مشهد يعكس الاهتمام الكبير الذي تحظى به الصناعة التقليدية كجزء أساسي من التراث الثقافي المغربي.
المعرض، الذي يُقام تحت شعار “حرفنا عنوان حضارتنا”، ينظم بتنسيق مشترك بين غرفة الصناعة التقليدية لجهة الشرق ومؤسسة دار الصانع، وبتعاون مع المديرية الجهوية للصناعة التقليدية، وعمالة إقليم الدريوش، والمجلس الإقليمي، وجماعة الدريوش. ويستمر الحدث في الساحة المقابلة للمستشفى الإقليمي بمدينة الدريوش من 6 إلى 15 ديسمبر 2024.
تمثل الصناعة التقليدية المغربية موروثًا حضاريًا غنيًا وأصيلاً، يُبرز إبداعات الحرفيين الذين تفننوا عبر العصور في تقنيات النقش والنحت والزخرفة، مستلهمين أعمالهم من الطبيعة والتراث الثقافي.
هذه الحرف لا تقتصر فقط على كونها تعبيرًا فنيًا، بل تشكل رصيدًا ثقافيًا غير مادي يعزز الهوية المغربية، فضلاً عن دورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال الأنشطة المدرة للدخل.
رغم أهمية الصناعة التقليدية، تواجه بعض الحرف خطر الاندثار نتيجة عوامل مختلفة، منها نقص المواد الأولية وتراجع عدد الحرفيين المهرة، بالإضافة إلى عزوف الشباب عن تعلم هذه الحرف.
ولهذا السبب، تولي وزارة السياحة والصناعة التقليدية وغرفة الصناعة التقليدية لجهة الشرق عناية خاصة لبرامج المحافظة على هذا التراث ونقله للأجيال القادمة حفاظا على التراث والثقافة المغربية وتحصينا للذاكرة الجماعية للشعب المغربي.
يهدف المعرض الجهوي إلى تعزيز مكانة الصناعة التقليدية ودعم الحرفيين من خلال توفير منصة لتسويق منتجاتهم، وإبراز التنوع الثقافي المغربي. كما يشكل فرصة لتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على هذا التراث الغني وضمان استمراريته في ظل التحديات المعاصرة.
الإقبال الكبير الذي شهده المعرض اليوم يعكس نجاح الجهود المبذولة في إبراز قيم الصناعة التقليدية، كما يعزز مكانة الدريوش كمركز يحتضن تراثًا عريقًا وإبداعًا متجددًا.
